لماذا يبدأ العام الهجري بمحرم؟

[حلمات]

يُعدّ شهر محرم بدايةً للعام الهجري، على الرغم من أنّ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم حدثت في شهر ربيع الأول. ويرجع ذلك إلى عدّة أسباب:
1. بداية العزم على الهجرة:
كان شهر محرم شاهداً على بداية العزم على الهجرة، حيث التقى المسلمون في بيعة العقبة الثانية في ذو الحجة، واتفقوا على الهجرة إلى المدينة المنورة. وفِي محرم، بدأ الاستعدادات الفعلية للهجرة، حيث جهز المهاجرون أنفسهم وأمتعتهم، وبدأوا رحلتهم الشاقة.
2. رمزية دينية:
يُعدّ شهر محرم شهراً ذا رمزية دينية عظيمة، فهو شهر الحج، وفيه يوم عاشوراء، الذي نجا فيه نبي الله موسى عليه السلام من فرعون. كما أنّ أول محرم هو يوم رأس السنة الهجرية، وهو يوم التحول الحضاري للإسلام، حيث تأسست الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة.
3. بداية حياة جديدة:
مثّل محرم بداية حياة جديدة للمسلمين، حيث تركوا وراءهم ظلم قريش وبدأت رحلتهم لبناء مجتمع إسلامي عادل. وارتبط محرم بمشاعر الأمل والتفاؤل، ونبذ الماضي بكلّ ما فيه من ظلم واضطهاد.
4. انسجام مع التقويم القمري:
يبدأ التقويم القمري، الذي يعتمد عليه التقويم الهجري، بشهر محرم. واختيار محرم بدايةً للعام الهجري سهّل على المسلمين حساب الوقت وتحديد تواريخ الأحداث والمناسبات.
5. ملاءمة نفسية:
يأتي محرم بعد موسم الحج، حيث يكون المسلمون قد طهروا أنفسهم من الذنوب وغفروا لهم. وبدء عام جديد بعد التطهير الروحي يُمثّل حافزاً للمسلمين لبدء حياة جديدة مليئة بالخير والبركات.
ختاماً:
إنّ اختيار شهر محرم بدايةً للعام الهجري لم يكن عشوائياً، بل كان له دلالات تاريخية ودينية وثقافية عميقة. وارتبط محرم ببدايةٍ جديدة للمسلمين، مليئة بالأمل والتفاؤل والإيمان.