لماذا نحتفل برأس السنة الهجرية؟

[حلمات]

مقدمة:
يُطلّ علينا كل عامٍ هجريّ جديدٌ حاملاً معه ذكرى هجرة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، تلك الرحلة المليئة بالتضحيات والعزيمة، التي شكّلت نقطة تحوّلٍ تاريخية في مسيرة الدعوة الإسلامية.
لماذا نحتفل برأس السنة الهجرية؟
إنّ الاحتفال برأس السنة الهجرية ليس مجرّد تقليدٍ دينيٍّ روتينيّ، بل هو مناسبةٌ عظيمةٌ تُجسّد معانيَ ساميةً ودروسًا بليغةً، ونذكر من أهمّ أسباب الاحتفال بها ما يلي:

• تذكّر هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: تُعدّ هجرة النبيّ رحلةً إيمانيةً عظيمةً تُجسّد الصبر والمثابرة والعزيمة في مواجهة الظلم والاضطهاد، وتُعلّمنا أنّ التمسّك بالمبادئ والقيم لا يتحقّق إلّا بالتضحية والفداء.
• بداية الدولة الإسلامية: مثّلت هجرة النبيّ تأسيس أول دولةٍ إسلاميةٍ في المدينة المنورة، ووضعت اللبنات الأولى لنشر رسالة الإسلام في العالم، ونشرت مبادئ العدل والمساواة والإخوة بين المسلمين.
• التسامح والوحدة: جسّد ميثاق المدينة، الذي تمّ توقيعه بعد هجرة النبيّ، قيم التسامح والوحدة بين المسلمين وغيرهم، وأرسى دعائم العيش المشترك في ظلّ دولةٍ إسلاميةٍ عادلةٍ تُحترم فيها حقوق الجميع.
• نظام جديد للحياة: مع تحديد الأذان، تمّ تنظيم أوقات الصلاة وتوحيد شعائر الإسلام، ممّا ساهم في بناء نظام حياةٍ جديدٍ للمسلمين يُرتكز على القيم والمبادئ الإسلامية.
• التجديد والتغيير: يُمثّل رأس السنة الهجرية فرصةً للتجديد والتغيير، وإعادة النظر في أحوالنا ومراجعة أهدافنا، والسعي نحو تحقيق التطوّر والارتقاء في جميع مجالات الحياة.

خاتمة:
إنّ الاحتفال برأس السنة الهجرية ليس مجرّد مناسبةٍ دينيةٍ عابرةٍ، بل هو رحلةٌ عبر الزمن لاستلهام دروس الماضي وتطبيقها في الحاضر، وبناء مستقبلٍ أفضلٍ للأجيال القادمة.