إلغاء النسيء: وداعًا لشهرٍ مُحرّمٍ حلالٍ وحلالٍ مُحرّم

[حلمات]

لطالما ارتبط تاريخ العرب الجاهليين بممارساتٍ وثنيةٍ تخلّفت عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
ومن بين تلك الممارسات، كان "النسئ"، وهو تقليدٌ جاهليٌّ يقضي بتحويل ترتيب الأشهر العربية لتحقيق أغراضٍ دنيويةٍ بحتة.
في هذا المقال، سنُسلّط الضوء على ماهية النسيء، وسنُناقش أسبابه ودوافعه، ونُبيّن كيف تمّ إلغاؤه في الإسلام.
ما هو النسيء؟
كان النسيء عادةً جاهليةً تقضي بتحويل ترتيب الأشهر العربية، فكانوا يُحوّلون شهر رجب إلى ذي القعدة، وذي القعدة إلى رجب، وغيرها من الأشهر الحُرم.
دوافع النسيء:

• الحرب: كان العرب في الجاهلية يُحرمون القتال في الأشهر الحُرم، فكانوا يُؤخّرون شهر رجب ليُصبح ذي القعدة، وبذلك يُمكنهم القتال في شهرٍ حرامٍ دون حرجٍ أو ذنبٍ.
• التجارة: كانوا يُؤخّرون شهر ذي الحجة ليُصبح محرّمًا، وبذلك يُصبح موسم الحج في فصلٍ باردٍ يُقلّ فيه عدد الحُجّاج، فيُسيطرون على التجارة ويُحقّقون أرباحًا أكبر.

إلغاء النسيء في الإسلام:

• حرمة النسيء: جاء الإسلام ليُحرم ممارسة النسيء لما فيه من مُخالفةٍ لأوامر الله تعالى وتلاعبٍ بالأشهر الحُرم.
• سورة التوبة: نزلت آيةٌ قرآنيةٌ كريمةٌ في سورة التوبة تُحرم النسيء بشكلٍ قاطعٍ، وتُبيّن أنّ ذلك من كفرٍ وضلالٍ.
• خطبة حجة الوداع: أعلن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع عن إلغاء النسيء بشكلٍ نهائيٍّ، وإعادة الأشهر العربية إلى ترتيبها الصحيح.

أثر إلغاء النسيء:

• نظامٌ زمنيٌّ مُوّحد: أدى إلغاء النسيء إلى وجود نظامٍ زمنيٍّ مُوّحدٍ يُنظم حياة المسلمين ويُسهّل عليهم ممارسة عباداتهم وتنفيذ معاملاتهم.
• إعلاء قيم الإسلام: أظهر إلغاء النسيء عظمة الإسلام وقدرته على القضاء على الممارسات الوثنية والخرافية التي كانت سائدةً في الجاهلية.

ختامًا،
كان إلغاء النسيء خطوةً هامةً في مسيرة الإسلام نحو القضاء على الممارسات الوثنية وإرساء قيم العدل والمساواة.
مع تمنياتنا لكم بدوام المعرفة والفائدة!