• بادئ الموضوع بادئ الموضوع حلمات
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

حلمات

إداري
طاقم الإدارة
مشرف
إنضم
Jun 28, 2024
المشاركات
8,681
التفاعل
125
النقاط
63
مقدمة:
الجماع بين الزوجين من الأمور الحلال التي رغّب فيها الإسلام، وحثّ عليها لِما فيها من تكوين الأسرة وتحصين النفس من الزنا. ومن الأمور التي تُثار حول هذا الموضوع مسألة التغطية أثناء الجماع، فهل هي واجبة أم مستحبة أم مُكروهة؟
الإجابة:
لا يوجد في الإسلام نصّ صريحٍ يُلزم بالتغطية أثناء الجماع أو يُحرمّ كشف العورة بين الزوجين.

فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل معي في قدرٍ واحدٍ، وإنا لَمِنْ أَكْبَرِ النساءِ عنده" ([رواه البخاري ومسلم]).
كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل مع نسائه في الحوض، يدخلن ويخرجن، وإنه لَمِنْ أَكْبَرِ الناسِ عنده" ([رواه أبو داود والنسائي]).
وعلى ذلك، فإنّ الجماع بدون غطاء جائز شرعاً.
ومع ذلك، فقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تُحثّ على التغطية أثناء الجماع، منها:

  • حديث عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه أنّه قال: "إذا أتى أحدكم أهله، فليستتر، ولا يتجرد تجرد العيرين" ([رواه ابن ماجه]).
  • حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: "إذا جامع أحدكم أهله، فليستتر، فإنّه لا يدري من ينظر إليه من الملائكة" ([رواه الترمذي]).

والحكمة من التغطية:
  • الحفاظ على الحياء: فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحياء عند كشف عورته، حتى أمام زوجته.
  • حفظ النفس من الوساوس: فقد يرى الشيطان الإنسان وهو عارٍ، فيُدخل عليه الوساوس والفتن.
  • صيانة حرمة العلاقة الزوجية: فالتغطية تُضفي على العلاقة الزوجية قدسيةً واحترامًا.

وأخيرًا، فإنّ مسألة التغطية أثناء الجماع هي مسألةٌ شخصيةٌ تترك للزوجين.
فمن أراد التغطية فليغطّ، ومن أراد عدم التغطية فلا حرج عليه.
والأهمّ من ذلك كلّه هو الحفاظ على حرمة العلاقة الزوجية، وصونها من الشبهات.
ملاحظة:

  • ينبغي التنبيه على أنّ بعض المذاهب الفقهية ترجّح استحباب التغطية أثناء الجماع، وذلك للأحاديث النبوية الواردة في ذلك.
  • كما ينبغي التأكيد على أنّ هذه الأحكام إنّما هي في حقّ الزوجين اللذين استكمل شروط النكاح، ولا تنطبق على غيرهما.
 
عودة
أعلى