حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية: بين التأييد والتحريم

[حلمات]

مقدمة:
يُثير الاحتفال برأس السنة الهجرية جدلاً فقهياً بين العلماء المسلمين، حيث يرى البعض جواز الاحتفال به، بينما يحرمه آخرون. ويرجع ذلك الاختلاف إلى اختلافهم في تفسير النصوص الشرعية المتعلقة بهذا الأمر.
أدلة جواز الاحتفال:

• التذكير بنعمة الهجرة: يرى بعض العلماء أنّ الاحتفال برأس السنة الهجرية فرصة لتذكير المسلمين بنعمة الهجرة، وما واجهه المسلمون الأول من صعاب وتضحيات في سبيل إعلاء كلمة الإسلام.
• تجديد العزيمة: يُمكن اعتبار الاحتفال برأس السنة الهجرية فرصة لتجديد العزيمة على التمسك بتعاليم الإسلام، والسعي لتحقيق أهدافه السامية.
• التقارب والتواصل: يُساهم الاحتفال برأس السنة الهجرية في تقريب المسلمين من بعضهم البعض، وتعزيز روح التضامن والتواصل بينهم.
• عدم وجود دليل صريح على التحريم: لا يوجد دليل صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة على تحريم الاحتفال برأس السنة الهجرية.

أدلة تحريم الاحتفال:

• بدعة: يرى بعض العلماء أنّ الاحتفال برأس السنة الهجرية بدعة لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة، وأنّ إحداثها في الإسلام أمر غير مشروع.
• تشبه بالكفار: يرى البعض الآخر أنّ الاحتفال برأس السنة الهجرية تشبه بالكفار، حيث أنّهم يحتفلون بأعيادهم الخاصة.
• إلهاء عن العبادات: قد يُؤدي الاحتفال برأس السنة الهجرية إلى إلهاء المسلمين عن العبادات والأعمال الصالحة، وإشغالهم بأمور دنيوية.

الخلاصة:
إنّ حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية اجتهادي، ويختلف فيه العلماء. والأمر متروك في النهاية لتقوى الله تعالى واجتهاد الفرد المسلم.
من المهم:

• الابتعاد عن مظاهر الاحتفال المبالغ فيها التي قد تُؤدي إلى الإسراف والمخالفات الشرعية.
• تركيز الاحتفال على الجوانب الروحية، مثل تذكير المسلمين بنعمة الهجرة، وتجديد العزيمة على التمسك بتعاليم الإسلام.
• عدم إشغال المسلمين عن العبادات والأعمال الصالحة.

وأخيراً:
فإنّ الأهم من الاحتفال هو التفكر في معانيه ودلالاته، واستغلاله كفرصة لتحسين أنفسنا والسعي للوصول إلى رضى الله تعالى.